الوعي الذاتي و مستويات الحياة: لماذا نتصرف أحيانا بطريقة نندم عليها لاحقا؟

دائما ما تساءلت لماذا تختلف ردة فعلي من موقف لآخر؟ لماذا في بعض الأيام يكون المزاج راقي و أتحمل أي ضغط نفسي أو جهد بدني بدون الإمتعاض أو الشكوى؟ و لماذا في أيام أخرى تزعجني أشياء بسيطة ليس لها معنى؟ لماذا أفقد أعصابي بسرعة في بعض المواقف التي قد تكون تافهة؟ و لماذا ينتابني القلق من بعض المواضيع و الأمور على الرغم من أنني غير مرتبط بها البتة و لا توجد لي أي علاقة لا بالمسببات و لا بالنتائج؟! إن دراسة التوجيه (الكوتشينج) و قراءة بعض الكتب و متابعة العديد من الفيديوهات التعليمية قد ساعدني بشكل كبير لتغيير تصرفات كثيرة و أصبحت ردات فعلي أكثر إيجابية و عقلانية، حسنا أنت أيضا يمكنك فعل ذلك لو بذلت الجهد المطلوب في دراسة و فهم ذاتك
أرجو قراءة المقال في وقت خلوة و هدوء حتى يتم إستيعاب كل الأفكار المذكورة ، لقد قمت بمحاولة تبسيط الموضوع حتى يصل لأكبر شريحة ممكنة و أرجو أن أكون وفقت في ذلك
في هذا المقال أود أسلط الضوء على بعض المعلومات المهمة التي أرجو أن تساهم في زيادة الإدراك و الوعي الذاتي و فهم النفس و بالتالي تجعل حياتنا جميعا أفضل و أهدأ  و بالتالي تبعث على الرضا و نحقق من خلالها الإنجازات التي نرغب بها، هذه المقالة هي بناءا على ما قمت بتجربته و دراسته كذلك و لكن في نفس الوقت قمت بوضع بصمتي الخاصة حيث أن هنالك العديد من الأمور التي تطرح و التي لا تتناسب مع معتقداتي الدينية و مبادئي في الحياة و ما أؤمن به، على الرغم من أني موجه(مدرب) معتمد من جهات عالمية مرموقة و لكن هذه المؤسسات و المدارس تقوم بالتعليم بناءا على جانب معين فقط و في غالب الأحيان تحاول إبعاد الجانب الديني الذي لا يتناسب مع مبادئها، للأسف بعض المدربين و الموجهين لا يمعنوا النظر و التفكير فيما يدرسونه و تكون هنالك محاولات غير منطقية لزرع نظريات و أفكار غريبة تثبت فشلها على المدى البعيد، أنا أحاول جاهدا بأن أحلل و أطبق ما أراه منطقيا و متناسبا مع مجتمعنا الإسلامي و أدرك بأننا جميعا مختلفون و أحترم ذلك و كذلك أدرك بأني لا أملك من العلم شيئا يذكر و هي رحلة تتغير بها أفكارنا مع مرور العمرو هذا شيء طبيعي، أرجو أن تكون فكرتي واضحة أما الآن فلقد حان الوقت لنبدأ و نقرأ بهدوء و تفكر
نحن كأفراد ننظر إلى العالم من خلال مجموعة من المرشحات أو الفلاتر ، فإذا كنا نرتدي نظارات ذات عدسات زرقاء اللون فإن العالم سيبدو أزرقا، و إذا كانت العدسات باللون الأخضر فإن العالم سيبدوا أخضرا ، لدينا جميعًا هذه الفلاتر وهي مبنية على تجارب واقعية من حياتنا وتأثيرات الناس والعالم من حولنا، إنها تشكل نظام معتقداتنا وطريقة رؤيتنا للحياة  و تقييمنا للمواقف،  في كثير من المواقف تساعدنا هذه الفلاتر على تحقيق النجاح و في جوانب أخرى يمكن أن تكون سببا للتقييد و التوتر، بشكل عام ترسم هذه الفلاتر الطريقة التي “نظهر بها” أمام العالم و  تؤثر على ردود أفعالنا و إستجابتنا للمواقف و تقبلنا للناس في جميع جوانب الحياة
جميعنا صادفنا أفرادا ينظرون لكل الأمور بسوداوية و تشاؤم و استغربنا من ذلك، أو إلتقينا بأفراد لا يكفون عن الشكوى و التذمر، لماذا يا ترى؟ و أحيانا نرى الطرف النقيض تماما، شخص مبتسم و راضي بما لديه على الرغم من قلته مقارنة مع الآخرين؟! كل منهم يضع فلترا خاصا من خلال نظام معتقداته و تجاربه أيضا
نحن غالبا يوجد لدينا ردات فعل مختلفة للمواقف بناءا على نوعية الضغط الذي نتعرض له في حياتنا اليومية ، أغلب أوقاتنا نكون في حالة مزاجية جيدة عندما تكون الأمور تحت السيطرة و كل شيء يجري حسب ما هو متوقع أو حسب ما تعودنا عليه بدون ضغط خارجي من أي طرف كان و لنقم بإطلاق إسم “يوم جيد” على هذه الحالة، أما عندما نتعرض لضغوطات الحياة و يزداد معدل الإجهاد النفسي أو البدني فإن حالتنا النفسية تكون متدنية و مزاجنا اليومي يكون متعكرا و دعنا نطلق إسم “يوم مزعج” على هذه الحالة، من المهم جدا معرفة و فهم ردة فعلك تجاه هذه الضغوطات في “يوم مزعج” و تعتبر هذه من أهم الخطوات أو لربما الخطوة الأولى لتقليل مستوى الضغط النفسي و الإجهاد الذي نعاني منه في الحياة
إن معرفة و فهم طريقة تفكيرنا و تعاملنا مع هاتين الحالتين أو اليومين (الجيد و المزعج) يعتبر مؤشرا بإمكاننا من خلاله إدراك أمكانياتنا الحالية و كيفية إستغلال ذلك لتحفيز و إلهام أنفسنا و الآخرين كذلك من أجل عيش حياة أفضل و معرفة من نحن و ما هي الحياة بالنسبة لنا و كيف بإمكاننا التعايش مع كل المواقف بغض النظر عن نوعيتها، و هذا مهم جدا لأنه كلما أصبحنا أكثر وعيا و تفاعلا كلما قل مقدار الأحكام التي نصدرها على المواقف من جيد و سيء و هي ما تسبب تلك الضغوطات النفسية التي نحاول تجنبها و بالتالي نصبح أكثر قدرة في التعامل مع المواقف بطرق إيجابية ترفع من مستويات إنتاجيتنا و تؤدي إلى مزيد من الرضا و الإنجاز
:و هنالك نوعان من ردات الفعل لأي موقف نتعرض له
1. ردة فعل سلبية (هادمة و مدمرة): و هي غالبا عندما يتعرض الدماغ لمواقف مجهدة و نكون تحت ضغط نفسي عالي أو أحيانا بدني، و غالبا يقوم الجسم بإفراز هرمونات ضارة مثل الأدرينالين و الكورتيزول من أجل التعايش مع الوضع و تحمله، لكن هذه الهرمونات تقوم بتوفير الطاقة للدماغ من خلال إتلاف بعض خلايا و أنسجة الجسم، على الرغم من ان هذا النموذج قد يمكننا من العمل بشكل جيد تحت الضغط و تحقيق النجاح في بعض الحالات على المدى القصير و لكن لو إستمر لفترة طويلة يمكن أن يقوم بإستنزاف طاقاتنا و يؤثر سلبا على مقدار الرضا و حجم الإنجاز الذي نرغب به، و عندما نعاني من الإجهاد يكون من الصعب أن ننظر إلى الصورة الأكبر للمواقف و الخيارات التي تكون متاحة لنا و بالتالي نقع ضحية للضغوطات اليومية و المعاناة
2. ردة فعل إيجابية (بناءة و مثمرة): و تحدث غالبا عندما نكون تحت ضغط نفسي منخفض و قليل و بالتالي لا يعاني الدماغ من أي إجهاد و يبدأ الجسم في إفراز هرمونات تعمل على تحسين أداء عمله و يصبح الدماغ قادرا على التركيز بسهولة و إيجاد الحلول و الإبداع من خلال خلق تجربة أكثر وعيا و إداركا لما يحدث من حولنا ، كذلك يتبدد الخوف من تعاملنا مع الأفراد حيث تقل أحكامنا على المواقف و لا ننظر إليها كجيدة أو سيئة و نركز على ردة فعلنا فقط لكل موقف، و ذلك يضاعف من ردات فعلنا الإيجابية
ردات الفعل اللتي قمنا بذكرها تحدث عند الجميع بلا إستثناء و هي طبيعية و تخدم أهداف محددة في الحياة و تأثيراتها قوية و واضحة لنا جميعا، كذلك تختلف درجة حدتها من شخص لآخر بناءا على العديد العوامل منها البيئة الأسرية و المجتمعية و كذلك التجارب الشخصية ، المهم جدا لنا هو: هل نقوم بردات الفعل هذه عن طريق الإختيار لأنها تقربنا من أهدافنا و أحلامنا في الحياة أو هي ردات فعل لا نتحكم بها و تعودنا على إستخدامها بلا وعي؟
و الآن حان الوقت لفهم أكثر للذات و تحويل معرفتنا و فهمنا لردات الفعل من شيء غير ملموس مثل الوعي و الإدارك إلى الحصول على طريقة واقعية و ملموسة نرى بها العالم بناءا على تصوراتنا و مستوى وعينا و نصبح نشطين في إتخاذ قراراتنا و تعاملنا مع كل ما نتعرض له في الحياة
لو تخيلنا بأن هنالك مخطط لعيش الحياة و التفاعل معها، و هذا المخطط به سبعة مستويات مختلفة، نرى العالم و نتفاعل معه بناءا على المستوى الذي نحن فيه ، المستوى الأول و الثاني مرتبطان بردات فعل ناتجة عن الحكم على الأشياء من جيد و سيء و كذلك الشعور بالخوف و العيش في ضغوطات نفسية و عصبية، أما المستويات الأخرى من 3 إلى 7 مرتبطة بردات فعل إيجابية تكون بناءة و مثمرة و كلما قل الضغط النفسي و العصبي كلما إرتفعنا لمستويات أعلى من الإيجابية و الإنجاز ، فكر في الأمر على أنه سلسلة متصلة حيث يكون المستوى 1 هو أدنى مستوى من الوعي والمستوى 7 هو أعلى مستوى من الوعي، بمعنى كلما أدركت مالذي يحدث من حولك و لماذا تتصرف بتلك الطريقة و لماذا تحس بتلك الأحاسيس فسوف تتمكن من إختيار ردة الفعل المناسبة و بالتالي سوف تتخذ قرارا إيجابيا للتعامل مع أي موقف و بالتالي سترتقي إلى مستوى أعلى
و لكل مستوى هنالك ثلاثة مراحل مبنية على: 1. الأفكار التي لديك في ذلك الموقف أولا ثم 2.ما هي المشاعر و العواطف التي تشعر بها عندما تأتيك تلك الأفكار و ثالثا ماذا تفعل كنتيجة أو إجراء لهذه السلسلة من الأفكار ثم المشاعر؟
على سبيل المثال، لو تعرضت لموقف و تعاملت معه من خلال تعريف المستوى الثاني فقد تشعربالغضب أو الاستياء أو الإحباط و تتصور بوجود صراع و تحدي ، الأمر الذي قد يؤدي إلى الجدال و المقاومة  أو محاولة إنجاز الأشياء بالقوة و هي جميعا خصائص المستوى 2
يجب أن نعلم بأن جميع المستويات السبعة موجودة في كل شخص بنسب مختلفة و كل واحد يحتوي على مزيج من ردات الفعل المختلفة ، وتظهر هذه المستويات المختلفة بشكل أوضح في مواقف مختلفة و من المهم أن تكون على دراية بكيفية ظهورأعراض المستويات المختلفة في نفسك وفي الآخرين
:المستوى الأول
المستوى 1 هو أدنى مستوى لردة الفعل السلبية و  غالبًا ما نرى أنفسنا من منظور “الضحية” لأننا نتصور بأن الوضع خارج دائرة نفوذنا وسيطرتنا و طبعا هذا يمكن أن يكون بيئة مناسبة لنمو النقد أو التشكك في قدراتنا، في هذا المستوى نميل إلى الشعور بالخوف والقلق والارتباك والشك وأي عاطفة أخرى مرتبطة بالعجز و عدم الإنجاز، نرى المواقف  الغير مرغوبة كأنها خصصت لنا و دبرت لنا بطريقة أو أخرى و نتيجة لذلك نقوم بتجنبها و ننسحب أو ننفصل عن المجموعة ، نشعر بأننا عالقون في هذا المستوى، مثلا إذا إتخذ شخص ما قرارًا ولم تكن النتيجة كما نتوقع فإننا نميل إلى الشعور بالذنب أو الإحراج وإعادة الأحداث في أذهاننا متمنين لو كنا تصرفنا بشكل مختلف، نبدأ بلوم أنفسنا على أي شيء سلبي يحدث و نقوم بالحكم على أنفسنا بشكل سيء كأن نقول فاشلون أو كسالى أو غير محظوظون
لكن من المهم ان نتذكر أن لكل مستوى سلبيات و إيجابيات متفاوتة، و لنبدأ بتحليلها للمستوى الأول
الإيجابيات: هذا المستوى ليس مجرد تفاعلات سلبية أو سيئة و إنما قد يخدم غرضا، يمكن لهذا المستوى أن يحمينا من مواجهة مواقف غير مريحة أو تحمل المسؤولية عن أحداث الحياة السلبية ويمكنه أيضًا جذب التعاطف والدعم من الآخرين و الحصول على الشفقة
السلبيات: للأسف يمكن أن يؤثر الإنسحاب و تجنب الأمور و الإبتعاد عن الأمور المهمة في حياتنا على مستويات الرضا والإنجاز و كذلك يمكن أن يمنعنا من اتخاذ الإجراءات الضرورية للنمو والإرتقاء في سلم الحياة.
و الآن لنسأل أنفسنا هل نتذكر موقفا إختبرنا فيه هذا المستوى من ردة الفعل السلبية؟ ما هي الإيجابيات لو تعلمنا كيفية التقليل من هذا المستوى؟ إن عملية التوجيه الشخصي هي إحدى أسرع الحلول للتغلب على مثل هذه الإشكاليات متى ما كنا واعين و راغبين في التغير للأفضل في حياتنا و الأمر ينطبق على جميع المستويات.
المستوى الثاني:
المستوى 2 يطغى عليه كذلك ردة الفعل السلبية و لكن بشكل أقل مقارنة بالمستوى الأول ،  عندما نكون في هذا المستوى فإننا نرغب بالتحدي و الصراع و ننظر لكل شيء على إنه أسود أو أبيض ، صحيح أو خطأ ، جيد أو سيئ، و كذلك نحلل الأشياء كفوز أو خسارة وغالبًا ما نشعر  بالغضب  و الاستياء أو وجود الحق إلى جانبنا نحن فقط و كذلك نحس بالإحباط أو أي عاطفة أخرى مرتبطة بالرغبة في الحصول على نزاع، عندما نتعرض لأي موقف في هذا المستوى فإننا نسعى للسيطرة و الإستحواذ على الوضع  لضمان “الفوز” لنا فقط.
و إذا لم تسر الأمور كما هو مخطط لها فإننا نميل إلى لوم الآخرين بسبب الغضب والإحباط الذي نشعر به ، قد يكون من الصعب علينا ترك الأمور و نسيانها و المضي قدما في حياتنا، كذلك قد تكون هناك بعض عدم الثقة أو الحاجة للقتال من أجل إظهار أنفسنا كناجحين.
الإيجابيات: قد نتمكن في هذا المستوى من إنجاز الكثير و هذا هو السبب في أن الناس في كثير من الأحيان يعتقدون بأنهم يعملون بشكل جيد تحت الضغط، وعلى الرغم من أنه يمكننا تحقيق الكثير من خلال هذا المستوى و لكن التكلفة تكون عالية على المستوى الطويل و نصاب بالإنهاك و عدم الراحة أو حتى الرفض من المجتمع و أقرب الناس لنا كمثال.
السلبيات: بما أننا نقوم بإشعال روح الحماس لدينا قسريا من خلال الضغط على أنفسنا فإن النتائج في هذا المستوى ليست مستدامة و يمكن أن تضعف و تقل في نهاية المطاف و تنخفض مستويات الرضا و كذلك الإنتاجية ، إن استخدام القوة والخوف والترهيب والإكراه كإستراتيجيات على المدى القصير لها عواقب و تأثيرات سلبية طويلة المدى و ما بعض الأمراض إلا نتيجة لذلك الضغط النفسي.
المستوى الثالث:
هذا المستوى مثير للاهتمام لأنه خليط من ردات الفعل السلبية  الهادمة و كذلك الإيجابية البناءة ، لكن بهذا المستوى تبرز ردات الفعل البناءة و المثمرة بشكل أكبر مقارنة مع الهادمة و هي تعتبر مرحلة البداية للدخول إلى المستويات حيث تبرز مهارات الإنجاز و النشاط و الرضا عن الحياة ، غالب تركيزنا في هذا المستوى هو الفوز و تحقيق النتائج المرجوة ، لذلك عندما يحدث شيء يُنظر إليه على أنه سلبي أو مرهق فإننا في هذا المستوى نستطيع التخلص من هذه السلبية و نضع كل تركيزنا على النتيجة التي نسعى خلفها، في هذا المستوى نتحمل مسؤولية حياتنا و تصرفاتنا من خلال الأفكار و المشاعر و لاحقا الأفعال، في كثير من الأحيان يمكننا تحفيز و تشجيع أنفسنا و الآخرين للتعامل مع التوتر أو الإستياء و حتى خيبات الأمل و بقية الأعباء الأخرى  من خلال عدة تصرفات مثل الغفران و المسامحة و حتى التنازل عن بعض الأمور من أجل جذب مزيد من التعاون و الإنتاجية من قبل الجميع.
نميل في هذه المرحلة إلى محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية في أي موقف و التركيز على الفوائد، في حالة وجود شيء من السلبية فإننا نحاول التقليل من تأثيرها الهدام من خلال تغيير قناعاتنا و نظرتنا للأمور حتى نستمر في التقدم بإتجاه أهدافنا.
الإيجابيات: نكون قادرين على تجاوز أي حكم أو نظرة سلبية و يمكننا التركيز على القيام بحركة إيجابية نحو الهدف المطلوب و النتيجة التي نبحث عنها.
السلبيات: نظرًا لأن هذا المستوى يسمح لنا بتجاوز الأمور السلبية على المدى القصير و خلال الوقت الحالي فإننا في المقابل لا نعالج ردة الفعل الحقيقية التي نرغب بها و التي غالبا ما تكون من المستوى 1 أو المستوى 2! و التي لا شعوريا نقوم بتخبئتها تحت السطح حتى نمضي قدما ، و كنتيجة لذلك يمكن أن نتقبل و نضغط على أن أنفسنا للوصول إلى مرحلة “حصل خير” أو مثلا “عادي و تصير هالأمور” لأي موقف و ذلك من أجل السعي وراء إيجاد حلول للمضي قدما فالحياة ،للأسف قد تمر القضايا الأساسية دون معالجة و تتراكم مما يؤدي إلى إنفجار في لحظة ما.
و لكي نفهم المقال بشكل أكبر فسوف نذكر مثالا ثم نقوم بتحليله من خلال المستويات المذكورة حتى نفهم ردة كل فعل و النتائج المترتبة عليه.
المثال: رجل أعمال أو مدير و مالك شركة تأثرت أحوال الشركة المالية كثيرا بسبب الوضع الحالي لإنتشار فيروس كورونا و لا يوجد لديه السيولة المالية للإلتزام بالمستحقات المطلوبة

 

المستوى الأفكار المشاعر الأفعال النتائج
الأول بالتأكيد سأخسر ولا يمكنني فعل شيء، لا يوجد لدي أي خيار، كنت أعلم أني سأفشل الخوف، الشك في قدراته، الإحساس بالخجل من نظرة الآخرين، القلق من المستقبل، الحزن و الأسى لا يتخذ قرارات بالسرعة الكافية، ينظر للأمور بشخصية و يلوم نفسه، يركز على المشاكل فقط، يتجنب المواجهة مع الآخرين، تقل إنتاجيته و يكون منزعجا بشكل مستمر. يلعب دور الضحية و المظلوم في كل شيء، يصبح غير مبالي و كسول و لا يرغب في عمل أي شيء.
الثاني أهم شيء ما أخسر و ما مهم أي شيء آخر، أكره هذا الوضع و أعرف ما سيحدث لاحقا من أوضاع سيئة يدخل في خلاف مع الموظفين و العملاء و الشركاء و حتى الحكومة، يحس بالبغض و الإستياء و حتى الغيض أحيانا. يلوم الآخرين و يضغط على الجميع من أجل مصلحته فقط، تراه مضغوط نفسيا و يرى الأحقية عنده دائما يختلف و يتنازع مع الجميع، يغضب بسرعة و يحاول تحدي الجميع.
الثالث يتحمل مسؤولية الوضع و يحاول تقليل الخسائر،يركز على الأمور اللإيجابية و يحاول الموازنة حتى يخرج الجميع رابحا. إحساس براحة البال و التخلص من ضغوطات الحياة. يركز على رفع حالته النفسية و تراه صبورا و منطقي و لديه طريقة لتحمل الضغوطات و يجد مبررات لأغلب الأمور يتحمل مسؤولية الوضع و يتعاون مع الجميع حتى يصلوا لبر الأمان، سمح في تعاملاته.
مثال عملي(1)
سأكتفي بذكر المستويات الثلاثة الأولى في هذا المقال و ذلك لكثرة المعلومات و تداخلها، فهم الذات هو من أصعب الأمور و اهمها من أجل عيش الحياة التي نرغب بهاو لذلك يجب أن نستثمر مزيدا من الوقت لتحليل تصرفاتنا و ردات فعلنا حتى نتمكن من تقليل ردات الفعل السلبية و المضي قدما في عملية التطور و النمو المستمر.
_____________________________________________________________________________
المراجع:
  • iPEC Coaching
ملاحظة: سأكون ممتنا لكم إن تم ضغط زر الإعجاب أو أضفتم تعليقا أو ملاحظة من أجل أن أستمر في الكتابة و تقديم محتوى يليق بكم، لكم جزيل الشكر